النصارى ينبغي أن تلبس التاج كمن كان قبلك في هذا الملك فقال حتى نأخذ قرطبتهم واعد لذلك ناقوسا تأنق فيه وفيما رصع به من الجواهر فأكذبه الله وأزعجه وورد أمير المسلمين وناصر الدين يوسف بن تاشفين فما قصر فيما أثر من إذلال المشركين وإرغام الكافرين واستدراك أمور المسلمين انتهى ملخصا وقد مر مطولا .
وقعة بطرنة - 456 .
وكانت قبلها وقعة بطرنة سنة ست وخمسين وأربعمائة وذلك أن الفرنج خذلهم الله تعالى انتدبت منهم قطعة كثيفة ونزلت على بلنسية في السنة المذكورة وأهلها جاهلون بالحرب مغترون بأمر الطعن والضرب مقبلون على اللذات من الأكل والشرب وأظهر الفرنج الندم على منازلتها والضعف عن مقاومة من فيها وخدعوهم بذلك فانخدعوا وأطمعوهم فطمعوا وكمنوا في عدة أماكن جماعة من الفرسان وخرج أهل البلد بثياب زينتهم وخرج معهم أميرهم عبدالعزيز بن أبي عامر فاستدرجهم العدو لعنهم الله تعالى ثم عطفوا عليهم فاستأصلوهم بالقتل والأسر وما نجا منهم إلا من حصنه أجله وخلص الأمير نفسه ومما حفظ عنه أنه أنشد لما أعياه الأمر .
( خليلي ليس الرأي في صدر واحد ... أشيرا علي اليوم ما تريان ) .
وفي أهل بلنسية يقول بعض الشعراء حين خرجوا في ثياب الزينة والترفه .
( لبسوا الحديد إلى الوغى ولبستم ... حلل الحرير عليكم ألوانا ) .
( ماكان أقبحهم وأحسنكم بها ... لو لم يكن ببطرنة ماكانا )