وبالباطل مشغوف وبغير العرف معروف وعلى الحطام المسلوب عنه ملهوف فقد تله الشيطان للجبين وقد خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين ومن نفذ فيه أو له قدر اللله عن اداء الواجب وبذل المجهود وأفرد بالعبودية وجه الواحد الأحد المعبود ووطن النفس على الشهادة المبوئة دار الخلود العائدة بالحياة الدائمة والوجود أو الظهور على عدوه المحشور إليه المحشود صبرا على المقام المحمود وبيعا من الله تعالى تكون الملائكة فيه الشهود حتى تعين يد الله في ذلك البناء المهدود والسواد الأعظم الممدود كان على أمريه بالخيار المردود ( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين - الآية ) انتهى .
ضياع المدن الأندلسية .
وقال صاحب مناهج الفكر بعد وصفه لجزيرة الأندلس وأقطارها ما صورته .
ولم تزل هذه الجزيرة منتظمة لمالكها في سلك الانقياد والوفاق إلى أن طما بمترفيها سيل العناد والنفاق فامتاز كل رئيس منهم بصقع كان مسقط راسه وجعله معقلا يعتصم فيه من المخاوف بأفراسه فصار كل منهم يشن الغارة على جاره ويحاربه في عقر داره إلى أن ضعفوا عن لقاء عدو في الدين يعادي ويراوح معاقلهم بالعيث ويغادي حتى لم يبق في أيديهم منها إلا ما هو في ضمان هدنة مقدرة وإتاوة في كل عام على الكبير والصغير مقررة كان ذلك في الكتاب مسطورا وقدرا في سابق علم الله مقدورا انتهى .
وهذا قاله قبل أن يستولي العدو على جميعها والله وارث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين