وهو سبحانه المرجو في حسن العقبى والمآل ونصر فئة الهدي على فئة الضلال وما قل من كان الحق كنزه ولا ذل من استمد من الله عزه ( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين - الآية ) التوبة 52 ودعاء من قبلكم من المسلمين مدد موفور والله سبحانه على كل حال محمود مشكور انتهى .
12 - من رسالة طويلة .
ومن أخرى طويلة من جملتها ما صورته .
وقد اتصل بنا الخبر الذي يوجب نصح الإسلام ورعي الجوار والذمام وماجعل الله تعالى للماموم على الإمام وإيقاظكم من مراقدكم المستغرقة وجمع أهوائكم المتفرقة وتهييئكم إلى مصادمة الشدائد المرعدة المبرقة وهو أن كبير دين النصرانية الذي إليه ينقادون وفي مرضاته يصادقون ويعادون وعند رؤية صليبه يكبرون ويسجدون لما رأى الفتن قد اكلتهم خضما وقضما وأوسعتهم هضما فلم تبق عصبا ولا عظما ونثرت ماكان نظما أعمل نظره فيما يجمع منهم ما افترق ويرفع ما طرق ويرفو ما مزق الشتات وخرق فرمى الإسلام بامة عددها القطر المنثال وأمرهم وشأنهم الامتثال أن يدمثوا لمن ارتضاه من امته الطاعة ويجمعوا في ملته الجماعة ويطلع الكل على هذه الفئة القليلة الغريبة بغتة كقيام الساعة وأقطعهم قطع الله تعالى بهم العباد والبلاد والطارف والتلاد وسوغهم الحريم والأولاد وبالله تعالى نستدفع ما لا نطيقه ومنه نسأل عادة الفرج فما سدت طريقه إلا أنا رأينا غفلة الناس مؤذنة البوار وأشفقنا للدين المنقطع من وراء البحار وقد أصبح مضغة في لهوات الكفار وأردنا أن نهزكم بالموعظة التى تكحل البصائر بميل الاستبصار فإن جبر اله تعالى الخواطر بالضراعة إليه والانكسار ونسخ الإعسار بالإيسار وأنجد اليمين بأختها اليسار وإلا فقد تعين في الدنيا والآخرة حظ الحسار فإن من ظهر عليه عدو دين الله تعالى وهو من الله مصروف