سبحانه ظلم الشدة ومد على الحريم والأطفال ظلال رحمته الممتدة وعرفنا عوارف الصنع الذي قدم به العهد على طول المدة ورماه بجيش من جيوش قدرته أغنى عن إيجاف الركاب واحتشاد الأحزاب وأظهر فينا قدرة ملكه عند إنقطاع الأسباب واستخلاص العباد والبلاد من بين الظفر والناب فقد كان جعجع على الحق بأباطيله وسد المجاز بأساطيله ورمى الجزيرة الأندلسية بشؤبوب شره وصيرها فريسة بين غربان بحره وعقبان بره فلم يخلص إلى المسلمين من إخوانهم مرقبة إلا على الخطر الشديد والإفلات من يد العدو العنيد مع توفر العزائم والحمدلله على العمل الحميد والسعي فيما يعود على الدين بالتأييد .
وبينما شفقتنا على جبل الفتح تقيم وتقعد وكلب الأعداء عليه يبرق ويرعد واليأس والرجاء خصمان هذا يقرب وهذا يبعد إذ طلع علينا البشير بانفراج الأزمة وحل تلك العزمة وموت شاه تلك الوقعة وإبقاء الله تعالى على تلك البقعة وأنه سبحانه أخذ الطاغية أكمل ما كان اغترارا وأعظم أنصارا وزلزل أرض عزه وقد أصابت قرارا وأن شهاب سعده قد أصبح آفلا وعلم كبره انقلب سافلا وأن من بيده ملكوت السموات والأرض طرقه بحتفه وأهلكه برغم أنفه وأن محلته عاجلها التباب والتبار وعاثت في منازلها النار وتمخض عن سوء عاقبتها الليل والنهار وان حماتها يخربون بيوتهم بأيديهم وينادي بشتات الشمل لسان مناديهم وتلاحق الفرسان من جبل الفتح المعقل الذي عليه من عناية الله تعالى رواق مضروب والرباط الذي من حاربه فهو المحروب فأخبرت بانفراج الضيق وارتفاع العائق لها عن الطريق وبرء الداء الذي أشرق بالريق وأن النصارى دمرها الله تعالى جدت في ارتحالها وأسرعت بجيفة طاغيتها إلى سوء مآلها وحالها وسمحت للنار والنهب بأسلابها واموالها فبهرنا هذا الصنع الإلهي الذي مهد الأقطار بعد رجفانها وانام العيون بعد سهاد أجفانها وسألنا الله تعالى أن يعيننا على