مغصوبا إلا رده ولا ثلما في ثغر الدين إلا سده ولا هدفا متعاصيا إلا هده ولا عرقا من الخلاف إلا جده وهو سبحانه يبقي ملككم ويصل سعده ويعلي امره ويحرس مجده والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله وبركاته انتهى .
10 - رسالة عن أبي الحجاج إلى الرعايا .
ومن إنشائه C تعالى من جملة رسالة على لسان سلطانه أبي الحجاج يخاطب الرعايا ما نص محل الحاجة منه .
وإلى هذا فقد علمتم ما كانت الحال آلت إليه من ضيقة البلاد والعباد بهذا الطاغية الذي جرى في ميدان الأمل جري الجموح ودارت عليه خمرة النخوة والخيلاء مع الغبوق والصبوح حتى طمح بسكر اغتراره ومحص المسلمون على يده بالوقائع التى تجاوز منتهى مقداره وتوجهت إلى استئصال الكلمة مطامع أفكاره ووثق بانه يطفىء نور الله بناره ونازل جبل الفتح فشد مخنق حصاره وأدار أشياعه في البر والبحر دور السوار على أسواره وانتهز الفرصة بانقطاع الأسباب وانبهام الأبواب والأمور التى لم تجر للمسلمين بالعدوتين على مألوف الحساب وتكالب التثليث على التوحيد وساءت الظنون في هذا القطر الوحيد المنقطع بين الأمة الكافرة والبحور الزاخرة والمرام البعيد وإننا صابرنا بالله تعالى تيار سيله واستضأنا بنور التوكل عليه في جنح هذا الخطب ودجنة ليله ولجأنا إلى من بيده نواصي الخلائق واعتقلنا من حبله المتين باوثق العلائق وفسحنا مجال الأمل في ذلك الميدان المتضايق واخلصنا لله مقيل العثار ومؤوي أولي الاضطرار قلوبنا ورفعنا إليه أمرنا ووقفنا عليه مطلوبنا ولم نقصر مع ذلك في ابرام العزم واستشعار الحزم وإمداد الثغور بأقصى الإمكان وبعث الجيوش إلى ما يلينا من بلاد على الأحيان فرحم الله تعالى انقطاعنا إلى كرمه والتجاءنا إلى حرمه فجلى بفضله