نستنصر من رأيكم فيه بطبيب وهدف خطب نرميه من عزمكم بسهم مصيب وامر نضرع في تداركه إلى سميع للدعاء مجيب ونحن فيه يد امام يدكم ومقصدنا فيه تبع لقصدكم وتصرفنا على حد إشارتكم جار وعزمنا إلى منتهى مرضاتكم متبار وعقدنا في مشايعة أمركم غير متوار .
وقد كنا لأول اتصال هذا الخبر القبيح العين والأثر بادرنا تعريفكم بجميع ما اتصل بنا في شأنه ولم نطو عنكم شيئا من إسراره ولا إعلانه وبعثنا رسولنا إلى بابكم العلي نعتد بسلطانه ونرتجي تمهيد هذا الوطن بتمهيد أوطانه وبادرنا بالمخاطبة من وجبت مخاطبته من أهل مربلة وأسطبونة نثبت بصائرهم في الطاعة ونقويها ونعدهم بتوجيه من يحفظ جهاتهم ويحميها وعجلنا إلى بعضها مددا من الرماة والسلاح ليكون ذلك عدة فيها وعلمنا ما اوجب الله تعالى من الأعمال التي يزلف بها ويرتضيها وكيف لا نظاهر أمركم الذي هو العدة المذخورة والفئة الناصرة المنصورة والباطل سراب يخدع والحق إليه يرجع والبغي يردي ويصرع وكم تقدم في الدهر منتز شذ عن الطاعة وخرج عن الجماعة ومخالف على الدول في العصور الأول بهرج الحق زائفه ورجمت شهب الأسنة طائفه وأخذت عليه الضيقة وهاده وتنائفه فتقلص ظله ونبا به محله وكما قال يذهب الباطل وأهله لا سيما وسعادة ملككم قد وطأت المسالك ومهدتها وقهرت الأعداء وتعبدتها وأطفأت جداول سيوفكم النار التى اوقدتها وكان بالأمور إذا أعملتم فيها رأيكم السديد وقد عادت إلى خير أحوالها والبلاد بيمن تدبيركم قد شفى ما ظهر من اعتلالها وعلى كل حال فإنما نحن على تكمبل مرضاتكم مبادرون وفي أغراضكم الدينية واردون وصادرون ولإشارتكم التى تتضمن الخير والخيرة منتظرون عندنا من ذلك عقائد لا يحتمل نصها التأويل ولا يقبل صحيحها التعليل فلتكن أبوتكم من ذلك على أوضح سبيل فشمس النهار لا تحتاج إلى دليل واله تعالى يسني لكم عوائد الصنع الجميل حتى لا يدع عزمكم