وصلنا كتابكم الذي هو على الخلوص والاعتقاد عنوان وفي الاحتجاج على الرضى والقبول برهان تنطق بالفضل فصوله وتشير إلى كرم العقد فروعه الزكية وأصوله ويحق أن ينسب إلى ذلك الفخر الأصيل محصوله عرفتمونا بما ذهب إليه عيسى بن الحسين من الخلاف الذي ارتكبه وسبيل الصواب الذي انتكبه وتنبهون على ماحده الحق في مثل ذلك وأوجبه حتى لا يصل أحد من جهتنا سببه ولا يظاهره مهما ندبه ولا يسعف في الإيواء طلبه فاستوفينا ما استدعاه ذلك البيان الصريح وجلبه وخطه القلم الفصيح وكتبه وليعلم مقامكم وهو من أصالة النظر غني عن الإعلام ولكن لا بد من الاستراحة بالكلام والتنفس بنفثات الأقلام أننا إنما نجري امورنا مع هذا العدو الكافر الذي رمينا بجواره وبلينا والحمد لله بمصادمة تياره على تعداد أقطاره وإتساع براريه وبحاره بأن تكون الأمة المحمدية بالعدوتين تحت وفاق وأسواق النفاق غير ذات اتفاق والجماهير تحت عهد الله تعالى وميثاق فمهما تعرفنا أن اثنين اختلف منهما بالعدوتين عقد ووقع بينهما في قبول الطاعة رد ساءنا واقعه وعظمت لدينا مواقعه وسألنا أن يتدارك الخرق راقعه لما نتوقعه من التشاغل عن نصرنا وتفرغ العدو إلى ضرنا فكيف إذا وقعت الفتنة في صقعنا وقطرنا إنما هي شعلة في بعض بيوتنا وقعت وحادثة إلى جهتنا أشرعت وإن كان لسوانا لفظها فلنا معناها وعلى وطننا يعود جناها فنحن أحرص الناس على إطفائها وإخمادها وأسعى في اصلاح فسادها والمثابرة على كفها واستئسادها وما الظن بدار فسد بابها وآمال رثت أسبابها وجزيرة لا تستقيم أحوال من بها إلا بالسكون وسلم العدو المغرور المفتون حتى تقضى منه بإعانتكم الديون وإن اضطرابها إنما هو داء