ونفرغ الوقت لمطاردة هذه الآمال العجاف أو حرب يبلغ الاستبصار فيه غايته حتى يظهر الله تعالى في نصر الفئة القليلة آيته ولم نجعل سبب الاعتزاز فيما أدرنا وشموخ الأنف فيما أصدرنا إلا ما أشعنا من عزمكم على نصرة الإسلام وارتقاب خفوق الأعلام والخفوف إلى دعوة الرسول وأن الأرض حمية لله تعالى قد اهتزت والنفرة قد غلبت النفوس واستفزت واستظهرنا بكتبكم التى تضمنت ضرب المواعد وشمرت عن السواعد وأن الخيل قد أطلقت إلى الجهاد في سبيل الله الأعنة والثنايا سدتها بروق الأسنة وفرض الجهاد قد قام به المؤمنون والأموال قد سمح بها المسلمون وهذه الأمور التى تمشت بقريبها او بعيدها أحوال الإسلام والأماني المعدة لتزجية الأيام ثم اتصل بنا الخبر الكارث بما كان من حور العزائم المؤمنة بعد كورها وتسويف مواعد النصرة بعد استشعار فورها وأن الحركة معملة إلى مراكش الجهة التى في يديكم زمامها وإليكم وإن تراخى الطول ترجع أحكامها والقطر الذي لا يفوتكم مع الغفلة ولا يعجزكم عن الصولة ولا يطلبكم إن تركتموه ولا يمنعكم إن طرقتموه وعركتموه فسقط في الأيدي الممدودة واختلفت المواعد المحدودة وخسئت الأبصار المرتقبة ورجفت المعاقل الأشبة وساءت الظنون وذرفت العيون وأكذب الفضلاء الخبر ونفوا أن يعتبر وقالوا هذا لا يمكن حيث الدين الحنيف والملك المنيف والعلماء الذين أخذ الله تعالى ميثاقهم وحمل النصيحة أعناقهم هذا المفترض الذي يبعد والقائم الذي يقعد يأباه الله تعالى والإسلام وتأباه العلماء والأعلام وتأباه المآذن والمنابر وتأباه الهمم والأكابر فبادرنا نستطلع طلع هذا النبأ الذي إن كان باطلا فهو الظن ولله المن وإن كان خلافه لرأي ترجح وتنفق بقرب الملك وتبجح فنحن نوفد كل من