مرتبهم كل يوم عدة ثلاثين رأسا من الغنم ونصف إردب أرز وقنطار حب رمان وربع قنطار سكر وثماني فانوسيات شمع وتوابل الطعام وحمل إليها برسم النفقة مبلغ خمسة وسبعين ألف درهم وأجرة حمل أثقالهم مبلغ ستين ألف درهم ثم خلع على جميع من قدم مع الحرة فكانت عدة الخلع مائتين وعشرين خلعة على قدر طبقاتهم حتى خلع على الرجال الذين قادوا الخيول وحمل إلى الحرة من الكسوة ما يجل قدره وقيل لها أن تملي ما تحتاج إليه ولا يعوزها شيء وإنما تريد عناية السلطان بإكرامها وإكرام من معها حيث كانوا فتقدم السلطان إلى النشو وإلى الأمير أحمد أقبغا بتجهيزها اللائق بها فقاما بذلك واستخدما لها السقائين والضوية وهيئا كل ما تحتاج إليه في سفرها من أصناف الحلاوات والسكر والدقيق والبقسماط وطلبا الحمالة لحمل جهازها وأزودتها وندب السلطان للسفر معها جمال الدين متولي الجيزة وأمره أن يرحل بها في مركب لها بمفردها قدام المحمل ويمتثل كل ما تأمر به وكتب لأميري مكة والمدينة بخدمتها اتم خدمة .
وقال في سنة خمس وأربعين وسبعمائة ما نصه وفي نصف شعبان قدمت الحرة أخت صاحب المغرب في جماعة كثيرة وعلى يدها كتاب السلطان أبي الحسن يتضمن السلام وأن يدعو له الخطباء يوم الجمعة وخطبها ومشايخ الصلاح وأهل الخير بالنصر على عدوهم ويكتب إلى أهل الحرمين بذلك وذلك أن في السنة الخالية كانت بينه وبين الفرنج وقعة عظيمة قتل فيها ولده ونصره الله تعالى بمنه على العدو وقتل كثيرا منهم وملكوا منهم الجزيرة الخضراء فعمر الفرنج مائتي شيني وجمعوا طوائفهم وقصدوا المسلمين وأوقعوا بهم على حين غفلة فأستشهد عالم كثير ونجا أبو الحسن في طائفة من ألزامه بعد شدائد وملك الفرنج الجزيرة وأسروا وسبوا وغنموا شيئا يجل وصفه ثم مضوا إلى جهة غرناطة ونصبوا عليها مائة منجنيق حتى صالحهم أهلها على قطيعة يقومون بها وتهادنوا مدة عشر سنين انتهى كلامه