ولد أبيه مريم ثلاثة آلاف وخمسمائة ذهبا ولقاضي الركب ثلاثمائة وكسوة ولقائد الركب أربعمائة وكساوى متعددة وبغلات وللرسول المعين للهدية ألفا ولشيخ الركب احمد بن يوسف بن أبي محمد صالح خمسمائة ولجماعة الضعفاء من الحجاج ستمائة وبرسم العطاء للعرب ثلاثة آلاف وثمانمائة ولشراء ربع ستة عشر ألفا وخمسمائة ذهبا انتهى .
وذكر في الكتاب المذكور أن السلطان أبا الحسن الموصوف أهدى هدايا غير هذه لكثير من الملوك ومنها لصاحب الأندلس صلة وصدقة في مرات ومنها لملوك النصارى بعد هداياهم ومنها لسلاطين السودان كصاحب مالي ومنها لصاحب إفريقية ومنها لصاحب تلمسان انتهى .
وقال مؤرخ مصر المقريزي في كتاب السلوك في سنة 738 ما نصه وفي ثاني عشرين من رمضان قدمت الحرة من عند السلطان أبي الحسن علي بن عثمان بن يعقوب المريني صاحب فاس تريد الحج ومعها هدية جليلة إلى الغاية نزل لحملها من الإصطبل السلطاني ثلاثون قطارا من بغال النقل سوى الجمال كان من جملتها أربعمائة فرس منها مائة حجرة ومائة فحل ومائتا بغل وجميعها بسرج ولجم مسقطة بالذهب والفضة وبعضها سرجها وركبها كلها ذهب وكذلك لجمها وعدتها اثنان وأربعون رأسا منها سرجان من ذهب مرصع بجوهر وفيها إثنان وثلاثون بازا وفيها سيف قرابه ذهب مرصع وحياصته ذهب مرلاصع وفيها مائة كساء وغير ذلك من القماش العال وكان قد خرج المهمندار إلى لقائهم وانزلهم بالقرافة قريب مسجد الفتح وهم جمع كبير جدا وكان يوم طلوع الهدية من الأيام المذكورة ففرق السلطان الهدية على الأمراء بأسرهم على قدر مراتبهم حتى نفدت كلها سوى الجواهر واللؤلؤ فإنه اختص به فقدرت قيمة هذه الهدية بما يزيد على مائة ألف دينار ثم نقلت الحرة إلى الميدان بمن معها ورتب لها من الغنم والدجاج والسكر والحلوى والفاكهة في كل يوم بكرة وعشية ما عمهم وفضل عنهم فكان