شهيدا يفوز بالجنة يوم العرض قد خلد الله ذكره يسير مسير الشمس في الآفاق ويوقف على نضارة حدائقه نظرات الأحداق وورثنا منه حسن الإخاء لكم والوفاء بعهود مودة تشبه في اللطف شمائلكم واما الهناء بوراثة ملكه والانخراط مع الملوك في سلكه فقد شكرنا لكم منحى هذه المنحه وقابلناها بثناء يعطر النسيم في كل نفحه ووقفنا عليها حمدا جعل الود علينا إيراده وعلى أنفاس سرحه الروض شرحه وتحققنا به حسن ودكم الجميل وكريم إخائكم الذي لا يميد طود رسوخه ولا يميل .
واما ما ذكرتموه من امر المصحفين الشريفين اللذين وقفتموهما على الحرمين المنيفين وانكم جهزتم كاتبكم الفقيه الأجل الأسنى الأسمى أبا المجد ابن كاتبكم أبي عبدالله ابن أبي مدين أعزه الله تعالى لتفقد احوالهما والنظر في امر أوقافهما فقد وصل المذكور بمن معه في حرز السلامة وأكرمنا نزلهم وسهلنا بالترحيب سبلهم وجمعنا على بذل الإحسان إليهم شملهم وحضر المذكور بين أيدينا وقربناه وسمعنا كلامه وخاطبناه وأمرنا في أمر المصحفين الشريفين بما أشرتم ورسمنا لنوابنا في نواحي أوقافهما بما ذكرتم وهذا الوقف المبرور جار على أحسن عادة الفها وأثبت قاعدة عرفها مرعي الجوانب محمي المنازل والمضارب آمن من إزالة رسمه أو إزالة حكمه بدره أبدا في مطالع تمه وزهره دائما يرقص في كمه لا يزداد إلا تخليدا ولا إطلاق ثبوته إلا تقييدا ولا عنق اجتهاده إلا تقليدا جريا على عادة أوقاف ممالكنا وقاعدة تصرفاتنا في مسالكنا وله مزيد من الرعاية وإفادة الحماية ووفادة العناية .
وأما ما وصفتموه من أمر الجزيرة الخضراء ومالاقاه أهلها ومني به من