واهتم بذلك غاية الاهتمام فقضى الله تعالى أن استولى الإفرنج على كثير من تلك المراكب بعد أخذهم الجزيرة الخضراء وكان الإفرنج جمعوا جموعا كثيرة برسم الاستيلاء على مابقي للمسلمين بالأندلس فاستنفر أهل الأندلس السلطان أبا الحسن المذكور فجاء بنفسه إلى سبتة فرضة المجاز ومحل أساطيل المسلمين فإذا بالإفرنج جاءوا بالسفن التي لا تحصى ومنعوه العبور وإغاثة أهل الأندلس حتى استولوا على الجزيرة الخضراء وأنكوه في مراكبه أعظم نكاية ولله الأمر وقد أفصح عن ذلك كتاب صدر من السلطان أبي الحسن المذكور إلى سلطان مصر والشام والحجاز الملك الصالح ابن الملك الناصر محمد ابن الملك المنصور قلاوون الصالحي الألفي رحم الله تعالى الجميع .
رسالة من أبي الحسن المريني إلى الملك الصالح 745ه .
وهذه نسخة الكتاب المذكور الذي خاطب به أمير المسلمين السلطان أبو الحسن المريني المذكور ملك المغرب C تعالى السلطان الملك الصالح ابن السلطان الملك الشهير الكبير الناصر محمد بن قلاوون ووصل إلى مصر في النصف وقيل في العشر الأواخر من شعبان المكرم سنة 745 بعد البسملة والصلاة من عند عبدالله أمير المسلمين المجاهد في سبيل الله رب العالمين المنصور بفضل الله المتوكل عليه المعتمد في جميع اموره لديه سلطان البرين حامي العدوتين مؤثر المرابطة والمثاغرة مؤازر حزب الإسلام حق المؤازرة ناصر الاسلام مظاهر دين الملك العلام ابن مولانا أمير المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين فخر السلاطين حامي حوزة الدين ملك البرين إمام العدوتين ممهد البلاد مبدد شمل الأعاد مجند الجنود المنصور الرايات والبنود محط الرحال مبلغ الآمال أبي سعيد ابن مولانا أمير المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين حسنة الأيام حسام الإسلام أبي الأملاك شجا أهل العناد والإشراك مانع البلاد رافع علم الجهاد