الكلمة فاستولوا على كثير مما بقي بأيدي المسلمين من البلاد والحصون .
ثم آل الأمر إلى ان ملك بنو الأحمر وخطب بعض أهل الأندلس لأبي زكريا الحفصي صاحب إفريقية وقد سبق الكلام على أكثر المذكور هنا وأعدناه لتناسق الحديث ولما في بعضه من زيادة الفائدة على البعض الآخر وذلك لايخفى على المتأمل وقد بسطنا في الباب الثالث احوال ابن هود وابن الأحمر وغيرهما رحم الله تعالى الجميع .
الدولة المرينية .
ثم استفحل ملك يعقوب بن عبدالحق صاحب المغرب وحضرة ملك فاس فانتصر به أهل الأندلس على الإفرنج الذين تكالبوا عليهم فاجتاز إلى الأندلس وهزم الإفرنج أشد هزيمة حتى قال بعضهم ما نصر المسلمون من العقاب حتى دخل يعقوب المريني وفتك في بعض غزواته بملك من النصارى يقال له ذوننه ويقال إنه قتل من جيشه أربعين ألفا وهزمهم أشد هزيمة ثم تتابعت غزواته بالأندلس وجوازه للجهاد وكان له من بلاد الأندلس رندة والجزيرة الخضراء وطريف وجبل طارق وغير ذلك وأعز الله تعالى به الدين بعد تمرد الفرنج المعتدين ولما مات ولي بعده ابنه يوسف بن يعقوب ففر إليه الأذفونش ملك النصارى لائذا به وقبل يده ورهن عنده تاجه فاعانه على استرجاع ملكه .
ولم يزل ملوك بني مرين يعينون أهل الأندلس بالمال والرجال وتركوا منهم حصة معتبرة من أقارب السلطان بالأندلس غزاة فكانت لهم وقائع في العدو مذكورة ومواقف مشكورة وكان عند ابن الأحمر منهم جماعة بغرناطة وعليهم رئيس من بيت ملك بني مرين يسمونه شيخ الغزاة .
ولما أفضى الملك إلى السلطان الكبير الشهير أبي الحسن المريني وخلص له المغرب وبعض بلاد الأندلس أمر بإنشاء الأساطيل الكثيرة برسم الجهاد بالأندلس