وأنشد القائد أبو بكر بن عبدالله بن وزير الشلبي وهو من أمراء كتائب إشبيلية قصيدة يخاطب بها يعقوب المنصور فيما جرى في وقعة مع الفرنج كان الشلبي المذكور مقدما فيها .
( ولما تلاقينا جرى الطعن بيننا ... فمنا ومنهم طائحون عديد ) .
( وجال غرار الهند فينا وفيهم ... فمنا ومنهم قائم وحصيد ) .
( فلا صدر إلا فيه صدر مثقف ... وحول الوريد للحسام ورود ) .
( صبرنا ولا كهف سوى البيض والقنا ... كلانا على حر الجلاد جليد ) .
( ولكن شددنا شدة فتبلدوا ... ومن يتبلد لا يزال يجيد ) .
( فولوا وللسمر الطوال بهامهم ... ركوع وللبيض الرقاق سجود ) .
رجع إلى أخبار المنصور بعد هدنة الإفرنج .
ولما انقضت مدة الهدنة ولم يبق منها إلا القليل خرج طائفة من الإفرنج في جيش كثيف إلى بلاد المسلمين فنهبوا وسعوا وعاثوا عيثا فظيعا فانتهى الخبر إليه فتجهز لقصدهم في جيوش موفرة وعساكر مكتبة واحتفل في ذلك وجاز إلى الأندلس سنة 591 فعلم به الإفرنج فجمعوا جمعا كثيرا من أقاصي بلادهم وأدانيها وأقبلوا نحوه وقيل إنه لما أراد الجواز من مدينة سلا مرض مرضا شديدا ويئس منه أطباؤه فعاث الأذفونش في بلاد المسلمين بالأندلس وانتهز الفرصة وتفرقت جيوش المسلمين بسبب مرض السلطان فأرسل