ومنها .
( فالشاة لا يختلها ذئبها ... وإن أقامت معه في وجار ) .
يعقوب المنصور .
ولما مات يوسف قام بالأمر بعده ابنه الشهير أمير المؤمنين يعقوب المنصور ابن يوسف بن عبدالمؤمن فقام بالأمر أحسن قيام ولما مات يوسف المذكور رثاه أديب الأندلس أبو بكر يحيى بن مجبر بقصيدة طويلة أجاد فيها وأولها .
( جل الأسى فأسل دم الأجفان ... ماء الشؤون لغير هذا الشان ) .
ويعقوب المنصور هو الذي أظهر أبهة ملك الموحدين ورفع راية الجهاد ونصب ميزان العدل وبسط الأحكام الشرعية وأظهر الدين وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وأقام الحدود على القريب والبعيد وله في ذلك أخبار وفيه يقول الأديب أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الكانمي الأسود الشاعر المشهور .
( أزال حجابه عني وعيني ... تراه من المهابة في حجاب ) .
( وقربني تفضله ولكن ... بعدت مهابة عند اقترابي ) .
وكثرت الفتوحات في أيامه واول ما نظر فيه عند صيرورة الأمر إليه بلاد الأندلس فنظر في شأنها ورتب مصالحها وقرر المقاتلين في مراكزهم ورجع إلى كرسي مملكته مراكش المحروسة وفي سنة 586 بلغه أن الإفرنج ملكوا مدينة شلب وهي من غرب الأندلس فتوجه إليها بنفسه وحاصرها وأخذها وانفذ في الوقت جيشا من الموحدين والعرب ففتح أربع مدن مما بأيدي الإفرنج من البلاد التى كانوا أخذوها من المسلمين قبل ذلك بأربعين سنة وخافه صاحب طليطلة وسأله الهدنة والصلح فهادنه خمس سنين وعاد إلى مراكش