واستقرت قواعد ملكه دخل إلىجزيرة الأندلس لكشف مصالح دولته وتفقد أحوالها وكان ذلك سنة ست وستين وخمسمائة وفي صحبته مائة ألف فارس من الموحدين والعرب فنزل بحضرة إشبيلية وخافه ملك شرق الأندلس مرسية وما انضاف إليها الأمير الشهير أبو عبدالله محمد بن سعد المعروف بابن مردنيش وحمل على قلب ابن مردنيش فمرض مرضا شديدا ومات وقيل إنه سم ولما مات جاء أولاده وأهله إلى أمير المؤمنين يوسف بن عبدالمؤمن وهو بإشبيلية فدخلوا تحت حكمه وسلموا لأحكامه البلاد فصاهرهم وأحسن إليهم وأصبحوا عنده في أعز مكان ثم شرع في استرجاع البلاد التي استولى عليها الإفرنج فاتسعت مملكته بالأندلس وصارت سراياه تغير إلى باب طليطلة وقيل إنه حاصرها فاجتمع الفرنج كافة عليه واشتد الغلاء في عسكره فرجع عنها إلى مراكش حضرة ملكه ثم ذهب إلى إفريقية فمهدها ثم رجع إلى حضرته مراكش ثم جاز البحر إلى الأندلس سنة ثمانين وخمسمائة ومعه جمع كثيف وقصد غربي بلادها فحاصر مدينة شنترين وهي من أعظم بلاد العدو وبقي محاصرا لها شهرا فأصابه المرض فمات في السنة المذكورة وحمل في تابوت إلى إشبيلية وقيل أصابه سهم من قبل الإفرنج والله سبحانه وتعالى أعلم بحقيقة الحال .
وفي ابنه السيد أبي إسحاق يقول مطرف التجيبي C تعالى .
( سعد كما شاء العلا والفخار ... تصرف الليل به والنهار ) .
( مادانت الأرض لكم عنوة ... وإنما دانت لأمر كبار ) .
( مهدتموها فصفا عيشها ... واتصل الأمن فنعم القرار )