( رأيتك يدنيني إليك تباعدي ... فأبعدت نفسي لابتغائي في القرب ) .
( هربت له مني إليه فلم يكن ... بي البعد في قربي فصح به قربي ) .
( فيا رب هل نعمى على العبد بالرضى ... ينال بها فوزا من القرب بالقرب ) .
وقال الوادي آشي .
وهذا النظم معناه جليل وتكرار القرب وإن قبح عند العروضي فهو عند المحب جميل وهم القوم يسلم لهم في الأفعال والأقوال وترتجى بركتهم في كل الأحوال انتهى .
58 - وقال بعض قدماء الأندلس .
( سئمت الحياة على حبها ... وحق لذي السقم أن يسأما ) .
( فلا عيش إلا لذي صحة ... تكون له للتقى سلما ) .
وذيله آخر منهم فقال .
( ولا داء إلا لمن لم يزل ... يقارب في دينه مأثما ) .
( فلست تعالج جرح الهوى ... هديت بمثل التقى مرهما ) .
59 - وقال أبو جعفر أحمد السياسي القيسي المري .
( إذا ما جنى يوما عليك جناية ... ظلوم يدق السمر بأسا ويقصف ) .
( فلا تنتقم يوما عليه بما جنى ... وكل امره للدهر فالدهر منصف ) .
وقال أيضا .
( ليس حلم الضعيف حلما ولكن ... حلم من لو يشاء صال اقتدارا )