بهم المثل ما بين أهل الأندلس في القيام على الملوك والتشنيع على الولاة وقلة الرضا بأمورهم حتى إن السيد أبا يحيى أخا السلطان يعقوب المنصور قيل له لما انفصل عن ولايتها كيف وجدت أهل قرطبة فقال مثل الجمل إن خففت عنه الحمل صاح وإن أثقلته صاح ما ندري أين رضاهم فنقصده ولا أين سخطهم فنجتنبه وما سلط الله عليهم حجاج الفتنة حتى كان عامتها شرا من عامة العراق وإن العزل عنها لما قاسيته من أهلها عندي ولاية وإني إن كلفت العود إليها لقائل لا يلدغ المؤمن من حجر مرتين انتهى .
وقال أبو الفضل التيفاشي جرت مناظرة بين يدي ملك المغرب المنصور يعقوب بين الفقيه أبي الوليد بن رشد والرئيس أبي بكر بن زهر فقال ابن رشد لابن زهر في تفضيل قرطبة ما أدري ما تقول غير أنه إذا مات عالم بإشبيلية فأريد بيع كتبه حملت إلى قرطبة حتى تباع فيها وإن مات مطرب بقرطبة فأريد بيع آلاته حملت إلى إشبيلية قال وقرطبة أكثر بلاد الله كتبا انتهى .
وحكى الإمام ابن بشكوال عن الشيخ أبي بكر بن سعادة أنه دخل مدينة طليطلة مع أخيه على الشيخ الاستاذ أبي بكر المخزومي قال فسألنا من أين فقلنا من قرطبة فقال متى عهدكما بها فقال الآن وصلنا منها فقال أقربا إلي اشم نسيم قرطبة فقربنا منه فشم رأسي وقبله وقال لي اكتب .
( أقرطبة الغراء هل لي أوبة ... إليك وهل يدنو لنا ذلك العهد ) .
( سقى الجانب الغربي منك غمامة ... وقعقع في ساحات دوحاتك الرعد ) .
( لياليك أسحار وأرضك روضة ... وتربك في استنشاقها عنبر ورد ) .
وكتب الرئيس الكاتب أبو