وقال السلطان يعقوب المنصور ابن السلطان يوسف ابن السلطان عبد المؤمن بن علي لأحد رؤساء أجنادها ما تقول في قرطبة فخاطبه على ما يقتضيه كلام عامة الأندلس بقوله جوفها شمام وغربيها قمام وقبلتها مدام والجنة هي والسلام .
يعني بالشمام جبال الورد ويعني بالقمام ما يؤكل إشارة إلى محرث الكنبانية ويعني بالمدام النهر .
ولما قال والده السلطان يوسف بن عبد المؤمن لأبي عمران موسى بن سعيد العنسي ما عندك في قرطبة قال له ما كان لي أن أتكلم حتى أسمع مذهب أمير المؤمنين فيها فقال السلطان إن ملوك بني أمية حين اتخذوها حضرة مملكتهم لعلى بصيرة الديار المنفسحة الكثيرة والشوارع المتسعة والمباني الضخمة المشيدة والنهر الجاري والهواء المعتدل والخارج الناضر والمحرث العظيم والشعراء الكافية والتوسط بين شرق الأندلس وغربها قال فقلت ما أبقى لي أمير المؤمنين ما أقول .
قال ابن سعيد ولأهلها رياسة ووقار لا تزال سمة العلم والملك متوارثة فيهم إلا أن عامتها أكثر الناس