إلا بعد دارها وخلو هذه البلاد المشرقية من أخبارها وقد تلبس بعضهم أيضا بشعهارها وادعى غير هذا من أشعارها وهو قولها وقانا لفحة الرمضاء واد وإلى آخره وإن هذه الأبيات نسبها أهل البلاد للمنازي من شعرائهم وركبوا التعصب في جادة ادعائهم وهي أبيات لم يخلبها غير لسانها ولا رقم برديها غير إحسانها ولقد رأيت المؤرخين من أهل بلادنا وهي الأندلس أثبتوها لها قبل أن يخرج المنازي من العدم إلى الوجود ويتصف بلفظة الموجود انتهى .
وهو أبو جعفر الأندلسي الغرناطي نزيل حلب .
وحكى ابن العديم في تاريخ حلب ما نصه وبلغني ان المنازي عمل هذه الأبيات ليعرضها على أبي العلاء المعري فلما وصل إليه أنشده الأبيات فجعل المنازي كلما أنشد المصراع الأول من كل بيت سبقه أبو العلاء إلى المصراع الثاني الذي هو تمام البيت كما نظمه ولما أنشده قوله .
( نزلنا دوحه فحنا علينا ) .
فقال أبو العلاء .
( حنو الوالدات على الفطيم ) .
فقال المنازي إنما قلت على اليتيم فقال أبو العلاء الفطيم أحسن انتهى .
وهذا يدل على ان الرواية عنده حنو الوالدات وقد تقدم المرضعات والله تعالى اعلم .
وقال ابن سعيد يقال لنساء غرناطة المشهورات بالحسب والجلالة العربيات لمحافظتهن على المعاني العربية ومن أشهرهن زينب بنت زياد الوادي آشي واختها حمدة وحمدة هذه هي القائلة وقد خرجت إلى نهر منقسم الجداول بين الرياض مع نسائها فسبحن في الماء وتلاعبن