12 - ومنهن بثينة بنت المعتمد بن عباد وامها الرميكية السابقة الذكر وكانت بثينة هذه نحوا من امها في الجمال والنادرة ونظم الشعر ولما أحيط بأبيها ووقع النهب في قصره كانت من جملة من سبي ولم يزل المعتمد والرميكية عليها في وله دائم لا يعلمان ما آل إليه أمرها إلى أن كتبت إليهما بالشعر المشهور المتداول بين الناس بالمغرب وكان احد تجار إشبيلية اشتراها على انها جارية سرية ووهبها لابنه فنظر من شأنها وهيئت له فلما أراد الدخول عليها امتنعت وأظهرت نسبها وقالت لا أحل لك إلا بعقد النكاح إن رضي أبي بذلك وأشارت عليهم بتوجيه كتاب من قبلها لأبيها وانتظار جوابه فكان الذي كتبته بخطها من نظمها ما صورته .
( اسمع كلامي واستمع لمقالتي ... فهي السلوك بدت من الأجياد ) .
( لا تنكروا أني سبيت وأنني ... بنت لملك من بني عباد ) .
( ملك عظيم قد تولى عصره ... وكذا الزمان يؤول للإفساد ) .
( لما أراد الله فرقة شملنا ... وأذاقنا طعم الأسى عن زاد ) .
( قام النفاق على أبي في ملكه ... فدنا الفراق ولم يكن بمراد ) .
( فخرجت هاربة فحازني امرؤ ... لم يأت في إعجاله بسداد ) .
( إذ باعني بيع العبيد فضمني ... من صانني إلا من الانكاد ) .
( وأرادني لنكاح نجل طاهر ... حسن الخلائق من بني الأنجاد ) .
( ومضى إليك يسوم رأيك في الرضى ... ولأنت تنظر في طريق رشادي ) .
( فعساك يا أبتي تعرفني به ... إن كان ممن يرتجى لوداد ) .
( وعسى رميكية الملوك بفضلها ... تدعو لنا باليمن والإسعاد ) .
فلما وصل شعرها لأبيها وهو بأغمات واقع في شراك الكروب