بكبير فشربه كالشمس غربت في ثبير وعندما تناولها قام المصري ينشد أبياتا تمثلها .
( اشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا ... بشاذمهر ودع غمدان لليمن ) .
( فأنت أولى بتاج الملك تلبسه ... من هوذة بن علي وابن ذي يزن ) .
فطرب حتى زحف عن مجلسه وأسرف في تأنسه وأمر فخلعت عليه خلع لا تصلح إلا للخلفاء وأدناه حتى أجلسه مجلس الأكفاء وأمر له بدنانير عددا وملأ له بالمواهب يدا .
وله في غلام رآه يوم العروبة من ثنيات الوغى طالعا ولطلى الأبطال قارعا وفي الدماء والغا ولمستبشع كؤوس المنايا سائغا وهو ظبي قد فارق كناسه وعاد أسدا صارت القنا أخياسه ومتكاثف العجاج قد مزقه إشراقه وقلوب الدارعين قد شكتها أحداقه فقال .
( أبصرت طرفك بين مشتجر القنا ... فبدا لطرفي أنه فلك ) .
( أو ليس وجهك فوقه قمرا ... يجلى بنير نوره الحلك ) .
وقال فيه .
( ولما اقتحمت الوغى دارعا ... وقنعت وجهك بالمغفر ) .
( حسبنا محياك شمس الضحى ... عليها سحاب من العنبر ) .
وقد جمع بنا القلم في ترجمة المعتمد بن عباد بعض جموح وماذلك إلا لما علمنا ان نفوس الأدباء إلى أخباره C تعالى شديدة الطموح وقد جعل الله تعالى له كما قال ابن الأبار في الحلة السيراء رقة في القلوب وخصوصا