( لايكرثنك خطب الحادث الجاري ... فما عليك بذاك الخطب من عار ) .
( ماذا على ضيغم أمضى عزيمته ... إن خانه حد أنياب وأظفار ) .
( لئن أتوك فمن جبن ومن خور ... قد ينهض العير نحو الضيغم الضاري ) .
( عليك للناس أن تبقى لنصرتهم ... وما عليك لهم إسعاد أقدار ) .
( لو يعلم الناس فيما أن تدوم لهم ... بكوا لأنك من ثوب الصبا عاري ) .
( ولو أطاقوا انتقاصا من حياتهم ... لم يتحفوك بشيء غير أعمار ) .
فحجب عنه وجه رضاه ولم يستنزله بذلك ولا استرضاه وتمادى على إعراضه وقعد عن إظهاره وأنماضه حتى بسطته سوانح السلو وعطفته عليه جوانح الحنو فكتب إليه بهزل غلب فيه كل منزع جزل وهو .
( الملك في طي الدفاتر ... فتخل عن قود العساكر ) .
( طف بالسرير مسلما ... وارجع لتوديع المنابر ) .
( وازحف إلى جيش المعارف ... تقهر الحبر المقامر ) .
( واطعن بأطراف اليراع ... نصرت في ثغر المحابر ) .
( واضرب بسكين الدواة ... مكان ماضي الحد باتر ) .
( أولست رسطاليس إن ... ذكر الفلاسفة الأكابر ) .
( وأبوحنيفة ساقط ... في الرأي حين تكون حاضر ) .
( وكذاك إن ذكر الخليل ... فأنت نحوي وشاعر ) .
( من هرمس من سيبويه ... من ابن فورك إذ تناظر ) .
( هذي المكارم قد حويت ... فكن لمن حاباك شاكر ) .
( واقعد فإنك طاعم ... كاس وقل هل من مفاخر )