ميدان المنى اعظم جولة ثم انتزعوا منه ببعده وأودعوا الهوادج من بعده ووجهوا هدايا إلى العدوة وألموا بها إلمام قريش بدار الندوة فقال .
( مروا بنا أصلا من غير ميعاد ... فأوقدوا نار شوقي أي ايقاد ) .
( وأذكروني أياما لهوت بهم ... فيها ففازوا بإيثاري وإحمادي ) .
( لا غرو أن زاد في وجدي مرورهم ... فرؤية الماء تذكي غلة الصادي ) .
ولما وصل المعتمد لورقة أعلم ان العدو قد جيش لها واحتشد ونهد نحوها وقصد ليتركهاخاوية على عروشها طاوية الجوانح على وحوشها فتعرض له المعتمد دون بغيته وطلع عليه من ثنيته وامر الراضي بالخروج إليه في عسكر جرده لمحاربته وأعده لمصادمته ومضاربته فأظهر التمارض والتشكي وأضمر التقاعس والتلكي فرارا من المصادمة وإحجاما عن المساومة وجزعا من منازلة الأقران ومقابلة ذوابل المران ومقاساة الطعان وملاقاة أبطال كالرعان ورأى ان المطالعة أرجح من المقارعة ومعاناة العلوم أربح من مداواة الكلوم فقد كان عاكفا على تلاوة ديوان عارفا بإجادة صدر وعنوان فعلم المعتمد ما نواه وتحقق ما لواه فأعرض عنه ونفض يده منه ووجه المعتد مع ذلك الجيش الذي لم تنشر بنوده ولا نصرت جنوده فعندما لاقوا العدو لاذوا بالفرار وعاذوا بإعطاء الغرة بدلا من الغرار وتفرقوا في تلك الأماريت وفرقوا من تخطف اولئك العفاريت فتحيف العدو من بقي مع المعتد واهتضمه وخضم مافي العسكر وقضمه وغدت مضاربه مجر عواليه ومجرى مذاكيه وآب أخسر من بائع السدانة ومضيع الأمانة فانطبقت سماء المعتمد على أرضه وشغلته عن إقامة نوافله وفرضه فكتب إليه الراضي