وفناءها وحين أركبوه أساودا وأورثوه حزنا بات له معاودا قال .
( غنتك أغماتية الألحان ... ثقلت على الأرواح والأبدان ) .
( قد كان كالثعبان رمحك في الورى ... فغدا عليك القيد كالثعبان ) .
( متمردا يحميك كل تمرد ... متعطفا لا رحمة للعاني ) .
( قلبي إلى الرحمن يشكو بثه ... ماخاب من يشكو إلى الرحمن ) .
( ياسائلا عن شأنه ومكانه ... ماكان أغنى شأنه عن شان ) .
( هاتيك قينته وذلك قصره ... من بعد أي مقاصر وقيان ) .
ولما فقد من يجالسه وبعد عنه من كان يؤانسه وتمادى كربه ولم تسالمه حربة قال .
( تؤمل للنفس الشجية فرجة ... وتأبى الخطوب السود إلا تماديا ) .
( لياليك في زاهيك أصفى صحبتها ... كذا صحبت قبلي الملوك اللياليا ) .
( نعيم وبؤس ذا لذلك ناسخ ... وبعدهما نسخ المنايا الأمانيا ) .
ولما امتدت في الثقاف مدته واشتدت عليه قسوة الكبل وشدته وأقلقته همومه وأطبقته غمومه وتوالت عليه الشجون وطالت لياليه الجون قال .
( أنباء أسرك قد طبقن آفاقا ... بل قد عممن جهات الأرض إقلاقا ) .
( سرت من الغرب لا تطوى لها قدم ... حتى أتت شرقها تنعاك إشراقا ) .
( فأحرق الفجع أكبادا وأفئدة ... وأغرق الدمع آماقا وأحداقا ) .
( قد ضاق صدر المعالي إذ نعيت لها ... وقيل إن عليك القيد قد ضاقا ) .
( أنى غلبت وكنت الدهر ذا غلب ... للغالبين وللسباق سباقا ) .
( قلت الخطوب أذلتني طوارقها ... وكان غربي إلى الأعداء طراقا )