( يبصرني فيك أبو هاشم ... فينثني القلب وقد هشما ) وبقي إلى أن توفي C سنة 488 .
وقد ساق الفتح قضية ثورة عبدالجبار بن المعتمد بعبارته البارعة فقال وأقام بالعدوة برهة لا يروع له سرب وإن لم يكن آمنا ولا يثور له كرب وإن كان في ضلوعه كامنا إلى أن ثار أحد بنيه بأركش معقل كان مجاورا لإشبيلية مجاورة الأنامل للراح ظاهر على بسائط وبطاح لا يمكن معه عيش ولا يتمكن من منازلته جيش فغدا على أهلها بالمكاره وراح وضيق عليهم المتسع من جهاتها والبراح فسار نحوه الأمير سير بن أبي بكر رحمة الله عليه قبل أن يرتد طرف استقامته إليه فوجده وشره قد تشمر وضره قد تنمر وجمره متسعر وأمره متوعر فنزل عدوته وحل للحزم حبوته وتدارك داءه قبل اعضاله ونازله وما اعد آلات نضاله وانحشدت إليه الجيوش من كل قطر وأفرغ من مسالكه كل قطر فبقي محصورا لايشد إليه إلا سهم ولا ينفذ عنه إلا نفس أو وهم وامتسك شهورا حتى عرضه أحد الرماة بسهم فرماه فأصماه فهوى في مطلعه وخر قتيلا في موضعه فدفن إلى جانب سريره وأمن عاقبة تغريره وبقي أهله ممتنعين مع طائفة من وزرائه حتى اشتد عليهم الحصر وارتد عنهم النصر وعمهم الجوع وأغب أجفانهم الهجوع فنزلت منهم طائفة متهافتة وولت بأنفاس خافتة فتبعهم من بقي ورغب في التنعم من شقي فوصلوا إلى قبضة الملمات وحصلوا في غصة الممات فوسمهم الحيف وتقسمهم السيف ولما زأر الشبل خيفت سورة الأسد ولم يرج صلاح الكل والبعض قد فسد فاعتقل المعتمد خلال تلك الحال وأثناءها وأحل ساحة الخطوب