( إانما أنت درة للمعالي ... ركب الدهر فوقها أصدافا ) .
( حجب البيت منك شخصا كريما ... مثلما تحجب الدنان السلافا ) .
( أنت للفضل كعبة ولو أني ... كنت أستطيع لاستطعت الطوافا ) .
قال أبو بكر وجرت بيني وبينه مخاطبات ألذ من غفلات الرقيب وأشهى من رشفات الحبيب وأدل على السماح من فجر على صباح انتهى .
ثم قال ولما خلع المعتمد وذهب إلى أغمات طلب من حواء بنت تاشفين خباء عارية فاعتذرت بأنه ليس عندها خباء فقال .
( هم أوقدوا بين جنبيك نارا ... أطالوا بها في حشاك استعارا ) .
( أما يخجل المجد أن يرحلوك ... ولم يصحبوك خباء معارا ) .
( فقد قنعوا المجد إن كان ذاك ... وحاشاهم منك خزيا وعارا ) .
( يقل لعينيك أن يجعلوا ... سواد العيون عليكم شعارا ) .
ثم إنه بقي مأسورا بأغمات إلى سنة 486 فأخذ بمالقة رجل كبير يعرف بابن خلف فسجن مع أصحاب له فنقبوا السجن وذهبوا إلى حصن منت ميور ليلا فأخرجوا قائدها ولم يضروه وبينما هم كذلك إذ طلع عليهم رجل فسألوه فإذا هو عبدالجبار بن المعتمد فولوه على أنفسهم وظن الناس أنه الراضي فبقي في الحصن ثم أقبل مركب من الغرب يعرف بمركب ابن الزرقاء فانكسر بمرسى الشجرة قريبا من الحصن فأخذوا بنوده وطبوله وما فيه من طعام وعدة فاتسعت بذلك حالتهم ثم وصلت أم عبدالجبار إليه ثم خاطبه أهل الجزيرة وأهل أركش فدخلها سنة 488 ولما بلغ خبر عبدالجبار إلى ابن تاشفين أمر بثقاف المعتمد في الحديد وفي ذلك يقول .
( قيدي اما تعلمني مسلما ... أبيت أن تشفق أو ترحما )