( حذار حذار فإن الكريم ... إذا سيم خسفا أبى فامتعض ) .
( وإن سكون الشجاع النهوس ... ليس بمانعه أن يعض ) .
( عمدت لشعري ولم تتئد ... تعارض جوهره بالعرض ) .
( أضاقت أساليب هذا القريض ... أم قد عفا رسمه فانقرض ) .
( لعمري فوقت سهم النضال ... وأرسلته لو أصبت الغرض ) .
ومنها .
( وغرك من عهد ولادة ... سراب تراءى وبرق ومض ) .
( هي الما يعز على قابض ... ويمنع زبدته من مخض ) .
ومن اخبار ولادة مع ابن زيدون ما قاله الفتح فى القلائد إن ابن زيدون كان يكلف بولادة ويهيم ويستضيء بنور محياها في الليل البهيم وكانت من الأدب والظرف وتتميم السمع والطرف بحيث تختلس القلوب والألباب وتعيد الشيب إلى أخلاق الشباب فلما حل بذلك الغرب وانحل عقد صبره بيد الكرب فر إلى الزهراء ليتوارى في نواحيها ويتسلى برؤية موافيها فوافاها والربيع قد خلع عليها برده ونشر سوسنه وورده وأترع جداولها وأنطق بلابلها فارتاح ارتياح جميل بوادي القرى وراح بين روض يانع وريح طيبة السرى فتشوق إلى لقاء ولادة وحن وخاف تلك النوائب والمحن فكتب إليها يصف فرط قلقه وضيق امده إليها وطلقه ويعلمها انه ما سلا عنها بخمر ولا خبا ما في ضلوعه من ملتهب جمر ويعاتبها على إغفال تعهده ويصف حسن محضره بها ومشهده .
( إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا ... والأفق طلق ووجه الأرض قد راقا )