( تمر الليالي لا أرى البين ينقضي ... ولا الصبر من رق التشوق معتقي ) .
( سقى الله أرضا قد غدت لك منزلا ... بكل سكوب هاطل الوبل مغدق ) .
فأجابها بقوله .
( لحى الله يوما لست فيه بملتق ... محياك من أجل النوى والتفرق ) .
( وكيف يطيب العيش دون مسرة ... وأي سرور للكئيب المؤرق ) .
وكتب في أثناء الكلام بعد الشعر وكنت ربما حثثتني على أن أنبهك على ما أجد فيه عليك نقدا وإني انتقدت عليك قولك .
( سقى الله أرضا قد غدت لك منزلا ... ) .
فإن ذا الرمة قد انتقد عليه قوله مع تقديم الدعاء بالسلامة .
( ألا يا اسلمي يادار مي على البلى ... ولا زال منهلا بجرعائك القطر ) .
إذ هو أشبه بالدعاء على المحبوب من الدعاء له واما المستحسن فقول الآخر .
( فسقى ديارك غير مفسدها ... صوب الربيع وديمة تهمي ) وبسببها خاطب ابن عبدوس بالرسالة المشهورة التى شرحها غير واحد من أدباء المشارقة كالجمال ابن نباتة والصفدي وغيرهما وفيها من التلميحات والتنديرات ما لا مزيد عليه .
وقد ذكر ولادة ابن بشكوال في الصلة فقال كانت اديبة شاعرة جزلة القول حسنة الشعر وكانت تناضل الشعراء وتساجل الأدباء وتفوق البرعاء وعمرت عمرا طويلا ولم تتزوج قط وماتت لليلتين خلتا من صفر سنة ثمانين وقيل أربع وثمانين وأربعمائة رحمها الله تعالى