( فالبرق يخفق مثل قلب هائم ... والغيم يبكي مثل جفن هام ) .
( فاختر لنفسك أربعا هن المنى ... وبهن تصفو لذة الأيام ) .
( وجه الحبيب ومنظرا مستشرقا ... ومغنيا غردا وكأس مدام ) .
وقد حضرت عند محبك الثلاثة فكن رابعها ونادت بك همم الأماني فكن بفضلك سامعها ومركز أفلاك هذه المسرة حين كتب هذه الرقعة إلى مجدك منزه مطل على جزيرة شنتبوس لا أزال أترنم فيه بقول ابن وكيع .
( قم فاسقني والخليج مضطرب ... والريح تثني ذوائب القضب ) .
( كأنها والرياح تعطفها ... صف قنا سندسية العذب ) .
( والجو في حلة ممسكة ... قد طرزتها البروق بالذهب ) .
فإن كان سيدي في مثل هذا المكان جرينا إليه جري الحلبة لخصل الرهان وإن كان في كسر بيته فليبادر إلى محل تقصر عنه همة قيصر وكسرى وإن أبطأ فإن الرقاع بالإستدعاء لا تزال عليه تترى وإن كان لا يجدي هذا الكلام فما نقنع من العقوبة المؤلمة بالملام وعلى المودة المرعية الداعية أكمل مايكون من السلام .
فعندما قرأ الرقعة ركب إليه زورقا وصنع هذه الأبيات في طريقه فعند وصوله أنشده إياها .
( ركبت إليك النهر يا بحر فالقنا ... بما يتلقى جوده كل قادم ) .
( بفيض ولكن من مدام وهزة ... ولكن إلى بذل الندى والمكارم ) .
( وكنا نسمي قبل كونك حاتما ... ومذ لحت فينا لم نعد ذكر حاتم ) .
( بآل سعيد يفخر السعد والعلا ... فأيديهم تلغي أيادي الغمائم ) .
فامتلأ أبو جعفر سرورا وخلع عليه ماكان عنده هنالك ووعده بغير ذلك فأطرق لينظم شيئا في شكره فأقسم عليه أن لا يشغل خاطره في ذلك