( فإن كنت ذا ذنب فقد جئت تائبا ... ومثلك غفار ومثلك قابل ) .
ولولا ما اخشى من التثقيل وما اتوقع من الخجل إذا التقى الوجهان لأتيت حتى أبلغت في الاعتذار بالمشافهة ما لا يسع القرطاس لكنني متكل على حلم سيدي وإغضائه متوسل إليه في الغفران بعلائه وكتب تحت ذلك شعرا طويلا منه .
( ولا غرو أن تعفو وأنت ابن من غدا ... تعود عفوا عن كبار الجرائم ) .
( لكم آل عمار بيوت رفيعة ... تشيد من كسب الثنا بدعائم ) .
( إذا نحن أذنبنا رجونا ثوابكم ... ولم نقتنع بالعفو دون المكارم ) .
( وإنك فرع من أصول كريمة ... ولا تلد الأزهار غير الكمائم ) .
( وإني مظلوم لزور سمعته ... وقد جئت أرجو العفو في زي ظالم ) .
فأجابه أبو جعفر بما نصه سيدي الذي أكبر قدره وأجل ذكره وأجزل شكره وصل جوابك الذي لو كان لك من الذنب ماتحمله ابن ملجم لأضربت لك عنه صفحا ونسيت بما تأخر ما تقدم ومعاذ الله أن أنسب لفضلك عيبا فأذم لك حضورا أو غيبا وإنما قصدت بالمعاتبة ماتحتها من المطارحة والمداعبة على أن سيدي لو تيقنت انه ظالم لأنشدت .
( منذ غدا طرفك لي ظالما ... آليت لا أدعو على ظالم ) .
لكنني أتيقن خلاف ذلك وأعلم حتى كاني حاضر ماكان هنالك وقد أطلت عليك وبعد هذا فلتعتمد على ان تصل إلي أو أصل إليك فهذا يوم كما قال البستي .
( يوم له فضل على الأيام ... مزج السحاب ضياءه بظلام )