( فغفرا لذنب الدهر أجمع إنه ... أتى اليوم من حسناه ماهو أليق ) .
( فلح في سماء العز بالسعد طالعا ... وقدرك سام أفقه ليس يلحق ) .
( فقد سرحت لما غدوت مسرحا ... قلوب وأفكار وسمع ومنطق ) .
فاهتز أبوه من شدة الطرب وقال له والله إنك لتملأ الدلو إلى عقد الكرب .
وله يعتذر وقد دعي الى مجلس أنس سيدي ساعدك سولك لما وصل إلى أخيك المعتد بك رسولك قابله بما يجب من القبول وأبدى له من الشغل مامنع من الوصول .
( ومن ذا الذي يدعى لعدن فلا يرى ... على الرأس اجلالا إليها يبادر ) .
ولكن الاضطرار لا يكون معه اختيار وإني لأشوق الناس إلى مشاهدة تلك المكارم وأحبهم في محاضرة تلك الآداب المترادفة ترادف الغمائم ولكن شغلني عارض قاطع وبرغمي أني لدعوتك عاص وله طائع وإني بعد ذلك لحامل على تلك السجية الكريمة في الغفران مستجير بالخلاص الذي أعهد من خرق فلان ومكر فلان فإني متى غبت لا أعدم مترصدا قرحة يقع عليها ذبابه ومستجمعا إذا أبصر فرصة سل عليها ذبابه .
( ولكنني أدري بأني نازح ... ودان سواء عند من يحفظ العهدا ) .
وإني لأقول وقد غبت عن تلك الحضرة العلية وجانبت ذلك الجناب السامي والمثابة السنية .
( لئن غبت عمن نوره نور ناظري ... فحسبي لديه أن أغيب عقابا ) .
( وسوف اوافيه مقرا بزلتي ... وفي حلمه أن لا يطيل حسابا ) .
وله في قصر النهار ولو لم يكن له غيره لكفاه