( فابشر فنزع الدر من أصدافه ... يعليه للأسلاك والتيجان ) .
( ولئن غدا من ظل دونك مطلقا ... إن القذى ملقى عن الأجفان ) .
( والعين تحبس دائما أجفانها ... وهداية الإنسان بالإنسان ) .
( والطرس يختم ماحواه نفاسة ... ويهان مايبدو من العنوان ) .
( فاهنأ به لكن مليا مكثه ... سجنا لغير مذلة وهوان ) .
( فلتعلون رغم الأعادي بعده ... بذري الخليفة في ذري كيوان ) .
مولاي غيرك يعزي بما لم يزل يجري على الكرام ويذكر تأنيسا له في الوحشة بما يطرأ من الكسوف والخسوف على الشمس المنيرة والبدر التمام .
( وأنت تعلم الناس التعزي ... وخوض الموت في الحرب السجال ) .
وقد كان مولاي أنشدني لعلي بن الجهم قائلا إن أحدا لم يسل نفسه عما ناله من السجن بمثله .
( قالوا سجنت فقلت ليس بضائر ... سجني وأي مهند لا يغمد ) .
الأبيات ماذا تفيدك من العلم وصدرك ينبوعه وبخاطرك لا يزال غروبه وطلوعه وإنما هي عادة تبعناها أدبا وقضينا بها ما في النفس من الإعلام بالتوجع والتفجع أربا ولعل الله تعالى يتبع هذه التسلية بتهنئة ويعقب بالنعمة هذه المرزئة قال فأمر الملك بتسريحه إثر ذلك فلما اجتمع وجهه بوجهه جعل يحمد الله تعالى جهرا ويغرد بهذه الأبيات وكان سراحه بكرة .
( طلعت علينا كالغزالة بالضحى ... وعزك طماح ووجهك مشرق )