( لو كنت تعرف عذري ... كففت غرب الملامه ) .
ووجهت هذه الأبيات مع موصل أبياته بعدما لعنته وسبته وقالت له لعن الله المرسل والمرسل فما في جميعكما خير ولا لي برؤيتكما حاجة وانصرف بغاية من الخزي ولما أطل على أبي جعفر وهو في قلق لانتظاره قال له ماوراءك ياعصام قال مايكون وراء من وجهه خلف الى فاعلة تاركة اقرإ الأبيات تعلم فلما قرأ الأبيات قال للرسول ما أسخف عقلك وأجهلك إنها وعدتني للقبة التي في جنتي المعروفة بالكمامة سر بنا فبادروا للكمامة فما كان إلا قليلا وإذا بها قد وصلت وأراد عتبها فأنشدت .
( دعي عد الذنوب إذا التقينا ... تعالي لا نعد ولا تعدي ) .
وجلسا على أحسن حالة وإذا برقعة الكتندي الشاعر لأبي جعفر وفيها .
( أبا جعفر يا ابن الكرام الأماجد ... خلوت بمن تهواه رغما لحاسد ) .
( فهل لك في خل قنوع مهذب ... كتوم عليم باختفاء المراصد ) .
( يبيت إذا يخلو المحب بحبه ... ممتع لذات بخمس ولائد ) .
فقرأها على حفصة فقالت لعنه الله قد سمعنا بالوارش على الطعام والواغل على الشراب ولم نسمع اسما لمن يعلم باجتماع محبين فيروم الدخول عليهما فقال لها بالله سميه لنكتب له بذلك فقالت أسميه الحائل لأنه يحول بيني وبينك إن وقعت عيني عليه فكتب له في ظهر رقعته .
( يامن إذا ما اتاني ... جعلته نصب عيني ) .
( تراك ترضى جلوسا ... بين الحبيب وبيني ) .
( إن كان ذاك فماذا ... تبغي سوى قرب حيني )