الله عليه وغلبهم واستوت له مملكة الأندلس بأسرها ودان له من فيها فهدم مدينة طالقة ونقل رخامها وآلاتها إلى مدينة إشبيلية فاستم بناءها واتخذها دار مملكته واستغلظ سلطانه في الأرض وكثرت جموعه فعلا وعظم عتوه ثم غزا إليليا وهي القدس الشريف من إشبيلية بعد سنتين من ملكه خرج إليها في السفن فغنمها وهدمها وقتل فيها من اليهود مائة ألف واسترق مائة ألف وانتقل رخام إيليا وآلاتها إلى الأندلس وقهر الأعداء واشتد سلطانه انتهى .
وذكر بعض المؤرخين أن الغرائب التي أصيبت في مغانم الأندلس أيام فتحها ك مائدة سليمان E التي ألفاها طارق بن زياد بكنيسة طليطلة وقليلة الدر التي ألفها موسى بن نصير بكنيسة ماردة وغيرهما من طرائف الذخائر إنما كانت مما صار لصاحب الأندلس من غنيمة بيت المقدس إذ حضر فتحها مع بختنصر وكان اسم ذلك الملك بريان وفي سهمه وقع ذلك ومثله مما كانت الجن تأتي به نبي الله سليمان على نبينا وعليه وعلى جميع الأنبياء الصلاة والسلام انتهى .
وقال غير واحد من المؤرخين كان أهل المغرب الأقصى يضرون بأهل الأندلس لاتصال الأرض ويلقون منهم الجهد الجهيد في كل وقت إلى أن اجتاز بهم الإسكندر فشكوا حالهم إليه فأحضر المهندسين وحضر إلى الزقاق فأمر المهندسين بوزن سطح الماء من المحيط والبحر الشامي فوجدوا المحيط يعلو البحر