480 - ووقف أبو أمية ابن حمدون بباب الأستاذ الشلوبين فكتب فى ورقة أبو أمية بالباب ودفع الورقة لخادم الأستاذ فلما نظر اليها الأستاذ نون تاء أمية ولم يزد على ذلك وأمر الخادم بدفع الورقة اليه فلما نظر فيها أبو أمية انصرف علما منه أن الأستاذ صرفه فانظر الى فطنة الشيخ والتلميذ مع أن الشيخ منسوب الى التغفل فى غير العلم .
481 - ومن حكايات أهل الأندلس فى العفو أن المعتصم بن صمادح كان قد أحسن للنحلي البطليوسي ثم إن النحلي سار إلى إشبيلية فمدح المعتضد ابن عباد بشعر قال فيه .
( أباد ابن عباد البربرا ... وأفنى ابن معن دجاج القرى ) .
ونسي ماقاله حتى حل بالمرية فأحضره ابن صمادح لمنادمته وأحضر للعشاء موائد ليس فيها غير دجاج فقال النحلي يامولاي ماعندكم فى المرية لحم غير الدجاج فقال انما أردت ان أكذبك فى قولك .
( وأفنى ابن معن دجاج القرى ... .
فطار سكر النحلي وجعل يعتذر فقال له خفض عليك إنما ينفق مثلك بمثل هذا وإنما العتب على من سمعه فاحتمله منك فى حق من هو فى نصابه ثم أحسن إليه وخاف النحلي ففر من المرية ثم ندم فكتب الى المعتصم .
( رضى ابن صمادح فارقته ... فلم يرضني بعده العالم ) .
( وكانت مريته جنة ... فجئت بما جاءه آدم ) .
فما زال يتفقده بالإحسان على بعد دياره وخروجه عن اختياره انتهى .
482 - وقال فى بلنسية أبو عبدالله الرصافي وقد خرج منها صغيرا