( إن يفترق شملنا وشيكا ... من بعد ما كان ذا اجتماع ) .
( فكل شمل الى افتراق ... وكل شعب إلى انصداع ) .
( وكل قرب إلى بعاد ... وكل وصل إلى انقطاع ) .
478 - واجتمع جماعة من الأدباء فيهم أبو الحسن سهل بن مالك والمهر ابن الفرس وغيرهما بمدينة سبتة سنة 581 فتذاكروا محبوبا لهم يسكن الجزيرة الخضراء أمامهم فقالوا ليقل كل واحد منكم شيئا فيه فقال سهل بن مالك .
( لما حططت بسبتة قتب النوى ... والقلب يرجو أن يحول حاله ) .
( والجو مصقول الأديم كأنما ... يبدى الخفي من الأمور صقاله ) .
( عاينت من بلد الجزيرة مكنسا ... والبحر يمنع أن يصاد غزاله ) .
( كالشكل فى المرآة تبصره وقد ... قربت مسافته وعز مناله ) .
فقال الجماعة والله لايقول أحد منا بعد هذا شيئا .
479 - ولما قرأ أبو محمد عبدالله بن مطروح البلنسي صداق إملاك وغير فيه حال القراءة لفظة غير برفع ماكان منصوبا أو بالعكس أنشد بديها بعد الفراغ معتذرا عن لحنه .
( غيرت غيرا فصرت عيرا ... وهكذا من يجد سيرا ) .
فأجابه الحافظ أبو الربيع ابن سالم الكلاعي وكان إلى جانبه بديهة .
( ما أنت ممن يظن فيه ... بذاك جهل فظن خيرا )