ومنها .
( وكأن الورد يعلوه الندى ... وجنة المحبوب تندى عرقا ) .
قالوا وهذا النمط قد فاق به أهل عصره ويظن أنه لا يوجد لأحد منهم أحلى وأكثر أخذا بمجامع القلوب من قوله .
( ودعت من أهوى أصيلا ليتني ... ذقت الحمام ولا أذوق نواه ) .
( فوجدت حتى الشمس تشكو وجده ... والورق تندب شجوها بهواه ) وعلى الأصائل رقة من بعده ... فكأنها تلقى الذي ألقاه ) .
( وغدا النسيم مبلغا ما بيننا ... فلذاك رق هوى وطاب شذاه ) .
( ما الروض قد مزجت به أنداؤه ... سحرا بأطيب من شذاه ) .
( والزهر مبسمه ونكهته الصبا ... والورد أخضله الندى خداه ) .
( فلذاك أولع بالرياض لأنها ... أبدا تذكرني بمن أهواه ) ولله قوله .
( وعشي كأنه صبح عيد ... جامع بين بهجة وشحوب ) .
( هب فيه النسيم مثل محب ... مستعيرا شمائل المحبوب ) .
( ظلت فيه ما بين شمسين هذي ... في طلوع وهذه في غروب ) .
( وتدلت شمس الأصيل ولكن ... شمسنا لم تزل بأعلى الجيوب ) .
( رب هذا خلقته من بديع ... من رأى الشمس أطلعت في قضيب ) .
( أي وقت قد أسعف الدهر فيه ... وأجابت به المنى عن قريب ) .
( قد قطعناه نشوة ووصالا ... وملأناه من كبار الذنوب ) .
( حين وجه السعود بالبشر طلق ... ليس فيه أمارة للقطوب ) .
( ضيع الله من يضيع وقتا ... قد خلا من مكدر ورقيب )