فكر وقد أثبت من شعره ما يعلم أنه أوحد وما مثله فيه أحد ثم ذكر جملة من نظمه ذكرناها في غير هذا الموضع .
وكتب أبو عبد الله بن مسرة إلى أبي بكر الؤلؤي يستدعيه في يوم طين ومطر لقضاء أرب من الأنس ووطر .
( أقبل فإن اليوم يوم دجن إلى مكان كالضمير مكني ) .
( لعلنا نحكم أشهى فن فأنت في ذا اليوم أمشى مني ) .
وقال في المطمح إن ابن مسرة كان على طريق من الزهد والعبادة سبق فيها وانتسق في سلك مقتفيها وكانت له إشارة غامضة وعبارة عن منازل الملحدين غير داحضة ووجدت له مقالات ردية واستنباطات مردية نسب بها إليه رهق وظهر له فيها مزحل عن الرشد ومزهق فتتبعت مصنفاته بالحرق واتسع في استباحتها الخرق وغدت مهجورة على التالين محجورة وكان له تنميق في البلاغة وتدقيق لمعانيها وتزويق لأغراضها وتشييد لمبانيها انتهى .
وهو من نمط الصوفية الذين تكلم فيهم والتسليم أسلم والله تعالى بأمرهم أعلم .
ومن حكايات أهل الأندلس في الانقباض عن السلطان والفرار من المناصب مع العذر اللطيف ما حكاه في المطمح في ترجمة الفقيه أبي عبد الله الخشني إذ قال كان فصيح اللسان جزيل البيان وكان أنوفا منقبضا عن السلطان لم يتشبث بدنيا ولم ينكث له مبرم عليا دعاه الأمير محمد إلى