وقال الوزير أبو عامر بن مسلمة .
( حج الحجيج منى ففازوا بالمنى ... وتفرقت عن خيفه الأشهاد ) ولنا بوجهك حجة مبرورة ... في كل يوم تنقضي وتعاد ) .
وقال الفتح في حقه ما صورته نبتة شرف باذخ ومفخر على ذوائب الجوزاء شامخ وزروا للخلفاء فانتجعتهم الأدباء واتبعتهم العظماء وانتسبت لهم النعماء وتنفست عن نور بهجتهم الظلماء وأبو عامر هذا هو جوهرهم المنتخل وجوادهم الذي لايبخل وزعيمهم المعظم وسلك مفخرهم المنظم وكان فتى المدام ومستفتي الندام وأكثر من النعت للراح والوصف وآثر الأفراح والقصف وأرى قينات السرور مجلوة وآيات الحسن متلوة وله كتاب سماه حديقة الارتياح في وصف حقيقة الراح واختص بالمعتضد اختصاصا جرعه رداه وصرعه في مداه فقد كان في المعتضد من عدم تحفظه للأرواح وتهاونه باللوام في ذلك واللواح فاطمأن إليه أبو عامر واغتر وأنس إلى ما بسم له من مؤانسته وافتر حتى أمكنته في اغتياله فرصة لم يعلق بها حصة ولم يضيق عليه إلا أنه زلت به قدمه فسقط في البحيرة وانكفا ولم يعلم به إلا بعدما طفا فأخرج وقد قضى وأدرج منه في الكفن حسام المجد منتضى فمن محاسنه قوله يصف السوسن وهو مما أبدع فيه وأحسن .
( وسوسن راق مرآه ومخبره ... وجل في أعين النظار منظره ) .
( كأنه أكؤس البلور قد صنعت مسندسات تعالى الله مظهره ) .
( وبينها ألسن قد طوقت ذهبا ... من بينها قائم بالملك يؤثره )