وتراجم من المطمح .
وكتب الوزير أبو عبد الله بن عبد العزيز إلى المنصور صاحب بلنسية ويعرف بالمنصور الصغير قطعة أولها .
( يا أحسن الناس آدابا وأخلاقا ... وأكرم الناس أغصانا وأوراقا ) .
( ويا حيا الأرض لم نكبت عن سنني ... وسقت نحوي إرعادا وإبراقا ) .
( ويا سنا الشمس لم أظلمت في بصري ... وقد وسعت بلاد الله إشراقا ) .
( من أي باب سعت غير الزمان إلى ... رحيب صدرك حتى قيل قد ضاقا ) .
( قد كنت أحسبني من حسن رأيك لي ... أني أخذت على الأيام ميثاقا ) .
( فالآن لم يبق لي بعد انحرافك ما ... آسى عليه وأبدي منه إشفاقا ) .
فأجابه بهذه القطعة .
( ما زلت أوليك إخلاصا وإشفاقا ... وأنثني عنك مهما غبت مشتاقا ) .
( وكان من أملي أن أقتنيك أخا ... فأخفق الأمل المأمول إخفاقا ) .
( فقلت غرس من الإخوان أكلؤه ... حتى أرى منه أثمارا وأيراقا ) .
( فكان لما زها أزهاره ودنت ... إثمارها حنظلا مرا لمن ذاقا ) .
( فلست أول إخوان سقيتهم ... صفوي وأعلقتهم بالقلب إعلاقا ) .
( فما جزوني بإحساني ولا عرفوا ... قدري ولا حفظوا عهدا وميثاقا ) .
والوزير المذكور قال في حقه في المطمح إنه وزير المنصور بن عبد العزيز ورب السبق في وده والتبريز ومنقض الأمور ومبرمها ومخمد الفتن ومضرمها اعتقل بالدهي واستقل بالأمر والنهي على انتهاض بين الأكفاء واعتراض المحو لرسومه والإعفاء فاستمر غير مراقب وأمر