وكانت الأندلس شاعرة من اليهود يقال لها قسمونة بنت إسماعيل اليهودي وكان أبوها شاعرا واعتنى بتأديبها وربما صنع من الموشحة قسما فأتمتها هي بقسم آخر وقال لها أبوها يوما أجيزي .
( لي صاحب ذو بهجة قد قابلت ... نعمى بظلم واستحلت جرمها ) .
ففكرت غير كثير وقالت .
( كالشمس منها البدر يقبس نوره ... أبدا ويكسف بعد ذلك جرمها ) فقام كالمختبل وضمها إليه وجعل يقبل رأسها ويقول أنت والعشر كلمات أشعر مني ونظرت في المرآة فرأت جمالها وقد بلغت أوان الترزويج ولم تتزوج فقالت .
( أرى روضة قد حان منها قطافها ... ولست أرى جان يمد لها يدا ) .
( فوا أسفا يمضي الشباب مضيعا ... ويبقى الذي ما إن أسميه مفردا ) .
فسمعها أبوها فنظر في تزويجها وقالت في ظبية عندها .
( يا ظبية ترعى بروض دائما ... إني حكيتك في التوحش والحور ) .
( أمسى كلانا مفردا عن صاحب ... فلنصطبر أبدا على حكم القدر ) .
واستدعى أبو عبد الله محمد بن رشيق القلعي ثم الغرناطي بعض أصحابه إلى أنس بقوله .
( سيدي عندي أترجج ... ونارنج وراح )