بكل الغرض فلا يخلو من فائدة وقد يستدل على الجوهر بالعرض فإن أديت المقترض وذاك المرام الذي أرتضيه ويوجب الود ويقتضيه .
( وإلا فحسبي أن بذلت به جهدي ... وأنفقت من وجدي على قدر ما عندي ) .
وقد توهمت أني لم أسبق إلى مثله في بابه إذ لم أقف له على نظير أتعلق بأسبابه ورجوت أن يكون هدية مستملحة مستعذبة وطرفة مقبولة مستغربة .
( هديتي تقصر عن همتي ... وهمتي أكثر من مالي ) .
( وخالص الود ومحض الإخا ... أكثر ما يهديه أمثالي ) .
وأوردت فيه من نظم وإنشاء ما يكفي المقتصر عليه إن شاء ومن أخبار ملوك ورؤساء وطبقات من أحسن أو أساء ما فيه اعتبار للمتأمل وادكار للراحل المتحمل وزينة للذاكر المتجمل وتنكيت على أهل البطر وتبكيت لمن خرج من ديناه ولم يقض من الطاعة الوطر .
( أرى أولاد آدم أبطرتهم ... حظوظهم من الدنيا الدنية ) .
( فلم بطروا وأولهم مني ... إذا نسبوا وآخرهم منية ) .
وفيه إيقاظ لمثلي من سنة الغفلة وحث على عدم الاغترار بالمهلة وتنبيه للابس برد الشباب القشيب أنه لا بد من حادث الموت قبل أو بعد المشيب .
( لله در الشيب من واعظ ... وناصح منهاجه واضح ) .
( كل امرىء يعجبه شأنه ... وحادث الدهر له