الساقي ممدودة إليه واتفق أن انشقت من ذاتها الزجاجة فظهر من السلطان التطير من ذلك فأنشد الفقيه مرتجلا .
( ومجلس بالسرور مشتمل ... لم يخل فيه الزجاج من أدب ) .
( سرى بأعطافه يرنحه ... فشق أثوابه من الطرب ) .
فسر السلطان وسري عنه واستحسن من الفقيه ما بدا منه وأمر له بجائزة سنية وخلعة رائقة بهية .
وما أحسن قول ابن البراق .
( يا سرحة الحي يا مطول ... شرح الذي بيننا يطول ) .
( ولي ديون عليك حلت ... لو أنه ينفع الحلول ) .
وقوله .
( انظر إلى الوادي إذا ما غردت ... أطياره شق النسيم ثيابه ) .
( أتراه أطربه الهديل وزاده ... طربا وحقك أن حللت جنابه ) وله في غلام على فمه أثر المداد .
( يا عجبا للمداد أضحى ... على فم ضمن الزلالا ) .
( كالقار أضحى على الحميا ... والليل قد لامس الهلالا ) .
وكتب أبو محمد عبد الله بن عذرة إلى بعض أصحابه من الأسر في طليطلة