السرور على ساق وضحك فيه الأنس بملء فيه وانسدل به ستر الصون وفاء عليه ظل النعيم وسفرت فيه وجوه الطرب وركضت خيل اللهو وثار قتام الند وهطلت سحاب ماء الورد وطيبت الكؤوس كالعرائس على كراسي العروس المثقلة بالعاج والآبنوس وكأن قطع النهار ممتزجة بقطع الظلام أو بني حام قد خالطت بني سام وعلى رؤوس الأقداح تيجان نظمها امتزاج الماء بالراح فطورا تستحيي فيبدو خجلها وطورا تمتزج فيظهر وجلها والعود ترجمان المسرة قد جعلته أمه في حجرها كولد ترضعه بدرها وساقي الشرب كالغصن الرطيب أوراقه أردية الشرب وأزهاره الكؤوس التي لا تزال تطلع وتغرب كالشموس ساق يفهم بالإشارة حلو الشمائل عذب العبارة ذو طرف سقيم وخد كأنه من خفره لطيم ولدينا من أصناف الفواكه والأزاهر ما يحار فيه الناظر وهل تكمل لذة دون إحضار خدود الورد وعيون النرجس وأصداغ الآس ونهود السفرجل وقدود قصب السكر ومباسم قلوب الجوز وسرر التفاح ورضاب ابنة العنب فقد اكتمل بهذه الأوصاف المختلسة من أوصاف الحبائب الطرب .
( فطر بجناح الشوق عند وصولها ... إليك ولا تجعل سواك جوابها ) .
( فلا عين إلا وهي ترنو بطرفها ... إليك فيسر في المطال حسابها ) .
( فقد أصبحت تعلو عليها غشاوة ... لبعدك فاكشف عن سناها ) ضبابها قال أبو جعفر فجعلت وصولي جواب ما نظم ونثر وألفيت الحالة يقصر عن خبرها الخبر فانغمسنا في النعيم انغماس عرف الزهر في