وقال الأديب أبو عبد الله الجذامي كان لشخص من أصحابنا قينة فبينما هو ذات يوم قد رام تقبيلها على أثر سواك أبصره بمبسمها إذ مر فوال ينادي على فول يبيعه قال فكلفني أن أقول في ذلك شيئا فقلت .
( ولم أنس يوم الأنس حين سمحت لي ... وأهديت لي من فيك فول سواك ) .
( ومر بنا الفوال للفول مادحا ... وماقصده في المدح فول سواك ) .
وشرب يوما أبو عبد الله المذكور عند بعض الأجلة وذرعة القيء فارتجل في العذر .
( لا تؤاخذ من أخل به ... قهوة في الكاس كالقبس ) .
( كيف يلحى في المدام فتى ... أخذته أخذ مفترس ) .
( دخلت في الحلق مكرهة ... ضاق عنها موضع النفس ) .
( خرجت من موضع دخلت ... أنفت من مخرج النجس ) .
وجلس سلمة بن أحمد إلى جنب وسيم يكتب من محبرة فانصب الحبر منها على ثوب سلمة فخجل الغلام فقال سلمة .
( صب المداد وما تعمد صبه ... فتورد الخد المليح الأزهر ) .
( يا من يؤثر حبره في ثوبنا ... تأثير لحظك في فؤادي أكبر ) .
وكان لأبي الحسن بن حزمون بمرسية محبوب يدعى أبا عامر وسافر أبو الحسن فبينما هو بخارج ألمرية إذ لقي فتى يشبه محبوبه وسأله عن اسمه فأخبره بأنه يدعى أبا عامر فقال أبو الحسن في ذلك .
( إلى كم أفر أمام الهوى ... وليس لذا الحب من آخر