الكاتب على بحر المجاز وهو مضطرب الأمواج فقال له أبو الحسن أجز .
( وملتطم الغوارب موجته ... بوارح في مناكبها غيوم ) .
فقال أبو عبد الله .
( تمنع لا يعوم به سفين ... ولو جذبت به الزهر النجوم ) .
وكان لابن عبد ربه فتى يهواه فأعلمه أنه يسافر غدا فلما أصبح عاقه المطر عن السفر فانجلى عن ابن عبد ربه همه وكتب إليه .
( هلا ابتكرت لبين أنت مبتكر ... هيهات يأبى عليك الله والقدر ) .
( ما زلت أبكي حذار البين ملتهبا ... حتى رثى لي فيك الريح والمطر ) .
( يا برده من حيا مزن على كبد ... نيرانها بغليل الشوق تستعر ) .
( آليت أن لا أرى شمسا ولا قمرا ... حتى أراك فأنت الشمس والقمر ) .
وقال ابن عبد ربه .
( صل من هويت وإن أبدى معاتبة ... فأطيب العيش وصل بين إلفين ) .
( واقطع حبائل خدن لا تلائمه ... فقلما تسع الدنيا بغيضين ) .
وقال أبو محمد غانم بن الوليد المالقي .
( صير فؤادك للمحبوب منزلة ... سم الخياط مجال للمحبين ) .
( ولا تسامح بغيضا في معاشرة ... فقلما تسع الدنيا بغيضين ) .
وكان المتوكل صاحب بطليوس ينتظر وفود أخيه عليه من