وهذا الوزير المذكور كان يصرف شعره في أوصاف الغزلان ومخاطبات الإخوان وكتب إلى الشريشي شارح المقامات يستدعي منه كتاب العقد .
( أيا من غدا سلكا لجيد معارفه ... ومن لفظه زهر أنيق لقاطفه ) .
( محبك أضحى عاطل الجيد فلتجد ... بعقد على لباته وسوالفه ) .
ووعك في بعض الأعياد فعاده من أعيان الطلبة جملة فلما هموا بالانصراف أنشدهم ارتجالا .
( لله در أفاضل أمجاد ... شرف الندي بقصدهم والنادي ) .
( لما أشاروا بالسلام وأزمعوا ... أنشدتهم وصدقت في الإنشاد ) .
( في العيد عدتم وهو يوم عروبة ... يا فرحتي بثلاثة الأعياد ) .
قال الشريشي في شرح المقامات ولقد زرته في مرضه الذي توفي فيه C تعالى أنا وثلاثة فتيان من الطلبة فسألني عنهم وعن آبائهم فلما أرادوا الانصراف ناول أحدهم محبرة وقال له اكتب وأملى عليه ارتجالا .
( ثلاثة فتيان يؤلف بينهم ... ندي كريم لا أرى الله بينهم ) .
( تشابه خلق منهم وخليقة ... فإن قلت أين الحسن فانظره أين هم ) .
( وزينهم أستاذهم إذ غدا لهم ... معلم آيات فتمم زينهم ) .
( فإن خفت من عين ففي الكل فلتقل ... وقى الله رب الناس للكل عينهم ) .
وقال الشريشي حدثنا شيخنا أبو الحسين بن زرقون عن أبيه أبي عبد الله أنه قعد مع صهره أبي الحسن عبد الملك بن عياش