( وهو إذا يجمع لي ... أمنا ومنا أكرم ) .
فقال خاطرك خاطر شيطان ولك المن والأمان فأقام في إحسانه بأوطانه حتى خلع عن ملكه وسلطانه .
ولما أنشده عمر بن الشهيد قصيدته التي يقول فيها .
( سبط البنان كأن كل غمامة ... قد ركبت في راحتيه أناملا ) .
( لا عيش إلا حيث كنت وإنما ... تمضي ليالي العمر بعدك باطلا ) التفت إلى من حضر من الشعراء وقال هل فيكم من يحسن أن يجلب القلوب بمثل هذا فقال أبو جعفر بن الخراز البطرني نعم ولكن للسعادة هبات وقد أنشدت مولانا قبل هذا أبياتا أقول فيها .
( وما زلت أجني منك والدهر ممحل ... ولا ثمر يجنى ولا الزرع يحصد ) .
( ثمار أياد دانيات قطوفها ... لأغصانها ظل علي ممدد ) .
( يرى جاريا ماء المكارم تحتها ... وأطيار شكري فوقهن تغرد ) .
فارتاح المعتصم وقال أأنت أنشدتني هذا قال نعم قال والله كأنها ما مرت بسمعي إلى الآن صدقت للسعد هبات ونحن نجيزك عليها بجائزتين الأولى لها والثانية لمطل راجيها وغمط إحسانها انتهى