فالتفت إلى ابنه الواثق يحيى ولي عهده وقال إذا اصطنعت الرجال فمثل هذا فاصطنع ضمه إليك وافعل معه ما تقتضيه وصيتي به ونبهني إليه كل وقت فأقام نديما لولي العهد المذكور .
وله فيهما الموشحات المشهورة كقوله .
( كم في قدود البان ... تحت اللمم من أقمر عواطي ) .
( بأنمل وبنان مثل العنم ... لم تنبري للعاطي ) .
ولما بلغ المعتصم أن خلف بن فرج السميسر هجاه احتال في طلبه حتى حصل في قبضته ثم قال له أنشدني ما قلت في فقال له وحق من حصلني في يدك ما قلت شرا فيك وإنما قلت .
( رأيت آدم في نومي فقلت له ... أبا البرية إن الناس قد حكموا ) .
( أن البرابر نسل منك قال إذن ... حواء طالقة إن كان ما زعموا ) .
فنذر ابن بلقين صاحب غرناطة دمي فخرجت إلى بلادك هاربا فوضع علي من أشاع ما بلغك عني لتقتلني أنت فيدرك ثأره بك ويكون الإثم عليك فقال وما قلت فيه خاصة مضافا إلى ما قلته في عامة قومه فقال لما رأيته مشغوفا بتشييد قلعته التي يتحصن فيها بغرناطة قلت .
( يبني على نفسه سفاها ... كأنه دودة الحرير ) .
فقال له المعتصم لقد أحسنت في الإساءة إليه فاختر هل أحسن إليك وأخلي سبيلك أم أجيرك منه فارتجل .
( خيرني المعتصم وهو بقصدي أعلم